في حدثها السنوي المرتقب WWDC، كشفت شركة أبل عن نقلة نوعية غير مسبوقة شملت جميع أجهزتها، من هواتف آيفون إلى أجهزة آيباد وماك وApple TV، مقدمةً نظام تشغيل جديد كليًا تحت اسم iOS 26، بدلاً من المتوقع iOS 19، مما يعكس التوجه الجديد للشركة نحو تسمية الأنظمة بأرقام السنوات بدلاً من الترتيب التقليدي.
تصميم جديد كليًا مستوحى من VisionOS
التغيير الأبرز جاء في تصميم نظام التشغيل، حيث استلهمت أبل ملامحه من نظام VisionOS، لتُطلق عليه اسم “الزجاج السائل” (Liquid Glass)، وهو مفهوم تصميمي يعكس شفافية وأناقة واجهات الاستخدام. تم استبدال الزوايا الحادة بزوايا دائرية ناعمة، وتم تحديث الأيقونات لتبدو وكأنها طبقات زجاجية شفافة موضوعة فوق بعضها البعض، مما يمنح النظام مظهرًا عصريًا وانسيابيًا.
يعمل التصميم الجديد في أوضاع الإضاءة المختلفة (الداكن والفاتح)، بل ويُظهر تأثيرات ثلاثية الأبعاد عند تحريك الجهاز، بحيث تتحرك الخلفية والأيقونات بشكل ديناميكي يتفاعل مع حركة المستخدم.

شاشة القفل بتصميم تفاعلي ذكي
من أبرز التحديثات في شاشة القفل، أنها أصبحت تتفاعل تلقائيًا مع الخلفية. فعلى سبيل المثال، إذا كانت صورة الخلفية تحتوي على عنصر بصري في منتصف الشاشة، فإن الساعة تتحرك وتتمدد لتظهر خلفه بطريقة ذكية وسلسة. وعند ورود إشعارات متعددة، تُسحب خلفية الشاشة للأعلى للحفاظ على وضوح العناصر البصرية الأساسية.
كما أصبح بإمكان المستخدم إنشاء خلفيات ثلاثية الأبعاد من أي صورة في المعرض، تتحرك بانسيابية مع حركة الهاتف، مما يضفي طابعًا شخصيًا فريدًا على الجهاز.
تطبيق الكاميرا: واجهة أبسط ووظائف أكثر ذكاءً
أعادت أبل تصميم واجهة تطبيق الكاميرا بالكامل، حيث أصبحت العناصر الأساسية مثل التقاط الصور والفيديوهات في واجهة مرئية مباشرة، بينما يتم الوصول إلى باقي الإعدادات عن طريق السحب أو الضغط. كما يُعرض كل شيء باستخدام تأثير الزجاج السائل الجديد، ويمكن للمستخدم تعديل دقة الفيديو (4K أو 8K) من داخل التطبيق نفسه بسهولة تامة.
تطبيق الصور: بساطة وتصميم حديث
بعد التعقيدات التي ظهرت في الإصدارات السابقة، أعادت أبل تنظيم تطبيق الصور ليكون أكثر سهولة في الاستخدام. الواجهة الجديدة تضم قسمًا للذكريات Collections يعتمد على الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على الشكل التقليدي للمكتبة. كما أصبح بإمكان المستخدم تخصيص طريقة عرض الصور حسب تفضيلاته.
سفاري بتجربة تصفح انسيابية
متصفح سفاري شهد بدوره تحديثًا جذريًا، حيث أصبحت واجهته شفافة بالكامل، مع شريط بحث متفاعل يظهر عند التمرير، ويعرض خيارات إضافية بسهولة. واجهة التصفح باتت تمتد على كامل الشاشة، مع إزالة الإطارات التقليدية لإتاحة تجربة غامرة.

كار بلاي بتصميم موحّد ووظائف متطورة
توسع تصميم “الزجاج السائل” ليشمل نظام CarPlay، حيث تم دمج الأدوات المصغرة (Widgets) والأنشطة الحية (Live Activities) بشكل ذكي داخل شاشات السيارة، مثل تتبع توصيل الطلبات أو معرفة الوقت المتوقع لوصول سيارة أجرة. كما قدمت أبل إصدارًا جديدًا تحت اسم CarPlay Ultra، الذي يسيطر على جميع شاشات السيارة، بما في ذلك العدادات، وهو ما سيبدأ ظهوره في سيارات مثل أستون مارتن، على أن يتوسع لاحقًا إلى طرازات أخرى.
تطبيق الهاتف: وظائف مبتكرة وواجهة موحّدة
تم إعادة تصميم تطبيق الهاتف بالكامل، مع اعتماد مفهوم الواجهة الموحدة Unified Layout، حيث تظهر المفضلات، وجهات الاتصال الأساسية، والمكالمات الفائتة في شاشة واحدة. كما أُضيفت ميزة “شاشة المكالمات Call Screen”، التي تتيح للهاتف الرد على المكالمات نيابةً عن المستخدم وتحديد ما إذا كانت مكالمات عشوائية (سبام)، تمامًا كما رأينا في بعض هواتف أندرويد، لكن بتكامل أعمق مع نظام أبل.
كذلك، ميزة “المساعدة أثناء الانتظار Hold Assist” أصبحت قادرة على التعرف على وضع المستخدم في قائمة الانتظار وإيقاف الموسيقى المزعجة، ثم تنبيه المستخدم بمجرد أن يبدأ الطرف الآخر بالتحدث.
الرسائل: تجربة أكثر ذكاءً وتفاعلاً
تمت إضافة ميزات جديدة لتطبيق الرسائل، من أبرزها:
- إمكانية تخصيص الخلفية في المحادثات الفردية.
- دعم ميزة التصويت داخل المحادثات الجماعية (Polls).
- تصفية الرسائل غير المهمة (سبام) تلقائيًا، مع إخفائها في تبويب خاص بعيدًا عن الإشعارات.
- دعم شاشة المكالمات التلقائية للمحادثات النصية أيضًا.
- اقتراحات من الذكاء الاصطناعي لإجراء تصويت تلقائي عند ملاحظة وجود آراء متعددة في المحادثة.
دمج الذكاء الاصطناعي عبر النظام
رغم أن أبل لم تقدم قسمًا منفصلًا حول “Apple Intelligence”، إلا أنها قامت بدمجه بذكاء داخل جميع التطبيقات والوظائف، مثل:
- تحليل الروتين اليومي للمستخدم عبر Apple Maps واقتراح الطرق المثلى تلقائيًا.
- ميزة “Visited Places” لحفظ الأماكن التي زارها المستخدم صدفة.
- ميزة Image Playground لإنشاء رسوم تعبيرية من وصف نصي.
- إمكانية استخدام ChatGPT داخل النظام لإنشاء صور أو مساعدات ذكية في الوقت الفعلي.
الترجمة الحية وكسر حواجز اللغة
من أقوى الميزات التي قدمتها أبل في هذا التحديث:
- الترجمة الحية Live Translation أثناء المكالمات، حيث يستمع كل طرف بلغته الخاصة دون الحاجة لترجمة يدوية.
- دعم الترجمة في الرسائل، فيس تايم، وحتى أغاني Apple Music التي تُترجم كلماتها مباشرة.
- تحويل الترجمة إلى نص مكتوب عند مشاهدة مكالمات فيديو بلغات مختلفة.
محفظة أبل Wallet: تطور وظيفي شامل
طورت أبل تطبيق Wallet ليشمل:
- إمكانية حفظ جواز السفر للاستخدام المحلي في الولايات المتحدة.
- تتبع طلبات الشراء والتوصيل من داخل التطبيق.
- تصميم مطور لبطاقات الصعود إلى الطائرة مع معلومات أكثر ودعم التنقل داخل المطار في بعض المواقع.
خلاصة
نجحت أبل في تقديم تحديث شامل ومنهجي يمثل أكبر قفزة تصميمية وتقنية منذ سنوات طويلة. نظام iOS 26 ليس مجرد تحديث مرئي، بل نقلة شاملة نحو نظام ذكي، موحد، وأكثر اتصالًا بحياة المستخدم اليومية. من التصميم الراقي المستوحى من VisionOS، إلى الدمج العميق للذكاء الاصطناعي، تثبت أبل مجددًا أنها لا تكتفي بالتطوير التدريجي، بل تسعى إلى إعادة تعريف تجربة الاستخدام بالكامل.
لا تعليق